العكس تماماً... ان تكوني مغرية جدا دون ان تتيقني بانك فعلا كذلك له تأثير عكسي... قد تلاحظين ان هذا يتعارض مع احد الاسرار السابقة "المرأة التي تستهوي الرجل وتحسس انه مغر".. انه ليس كذلك... السر هنا في لعبة "صعب المنال"... عندما تكون ممزوجة بالثقة وجرعات مدروسة من قطرات من الحزم قد يكون فعالا.. النقطة الرئيسية هنا ان نتذكر ان كله مسألة فن اختيار التوقيت مناسب لاستخدام سر المرأة التي تستهوي الرجل وتحسسه انه مغر وسر الخجل والبراءة.. في التوقيت الأنسب.... كل شيء في وقته حلو... انه حس الأنثى... غالياتي... بالامثلة... عندما تشوفيه مشغول عنك... انشغلي عنه.. ليلحق بك... انها لعبة الين واليانغ لموازنة الطاقة في الحياة الزوجية.. معرفة متى تغوينه بشغف... ومتى تجري ليلحق بك هو... انها لعبة الأنثى الذكية... هذه القصة ستكون مثال على السابق !!!! كيف نوازن الطاقة في الحياة الزوجية؟ كيف نلعب لعبة الين واليانغ مع الرجل؟ رزان فتاة جميلة... تعمل مشرفة اجتماعية في احدى مدارس البنات... لها زميلة في المدرسة اسمها أمل... أعجبت أمل بأخلاق وجمال رزان... ورشحتها للزواج من أخيها أحمد... ذات يوم أتى احمد ليصطحب اخته أمل من المدرسة... دون علم رزان بما يجري... التقى برزان وهي خارجة مع اخته من المدرسة... اعجب بها.. خفق قلبه عند رؤيتها... سبحان الله هي أميرة أحلامه... الفتاة التي كان يحلم بها طول عمرة... أخلاق على حسب وصف اخته... جمال وحجاب ودين... تقدم لخطبتها... وافقت رزان لانها تعلم كم أمل انسانة ملتزمة خلوقة.. غالباً اخيها سيكون مثلها... سأل أهلها عن أحمد... الكل يشكر فيه.. نعم الاخلاق... نعم التربية... يصلي في المسجد... يخشى ربه.. جامعي يعمل كمحاسب في بنك اسلامي... تم الزواج... أحمد كاد يطير من الفرحة... كل يوم يكتشف في رزان صفات جميلة واخلاق حميدة... يحبها اكثر... فرزان هادئة... تحب القراءة... تثقف نفسها جدا... هوايتها الطبخ... تطبخ له الاكلات الشهية... تحب ان تتزين لزوجها... تعطر المنزل... -------------------------------------------------------------------------------- بعد اسبوع من زواجهما وقضاء الأوقات الممتعة معا... وبين الأهل.. سافرا لقضاء شهر العسل في جزر السيشل... عاشت رزان مع أحمد أحلى أيام العمر... هو نعم الزوج... يتفانى في حبها واسعادها... استمتع أحمد في الحديث مع رزان... لانها نعم المنصت وأحلى رفيق... كان يستشيرها في أمور كثيرة... لكن كانت أشياء تضايقها في شخصيته... فحين يأتي أحمد اليها... يشتكي لها في شئون عمله... والمشاكل التي تواجهه... تنصت له رزان بتمعن... تناقشه في الأمر... وتبدي وجهة نظرها التي غالباً ما تعجب أحمد... وتحس به وبآلامه... لكن العكس عندما تتكلم رزان المسكينه... فأحمد دائماً مشغول بالجريده... أو بالرموت كونترول... ولا يحس بها... يغير القنوات دون اي اتصال بصري.. وعندما تسأله عن رأيه... يرد عليها: "انت أعلم"... ولربما حصلت مشادة كلامية... هي تتقبله كما هو وتحاول ان تصلح ان استطاعت... رزان عاقلة جداً... ماذا فعلت؟ رزان قرأت كثيراً عن نظرية الذكاءات المتعددة Multiple intelligences... وتعلمت.. ان ليس هناك انسان غبي... فكل انسان ذكي بالفطرة... *** غالياتي تستطيعون تطبيق هذه النظرية على ابناءكم... فليس هناك شخص غير ناجح أكاديمياً يطلق عليه غبي أو فاشل *** فهناك أنواع كثيرة من الذكاءات... فالشخص البارع أكاديمياً... يصل إلى المراكز العليا في دراسته... كأحمد الذي أنهى الماجستير في المحاسبة ويسمى ذلك (ذكاء أكاديمي)... وهناك شخص بارع في التعامل مع الناس... الاخذ والعطاء... يتحكم في غضبه... وماهر ايضا ان يجعل نفسه مكان الشخص الآخر ويحس بأحاسيسه بالاضافة انه منصت جيد وصفات أخرى وتسمي بالـ (الذكاء العاطفي) كـ رزان... الماهر في الأرقام والحسابات ويسمى بالـ (الذكاء المنطقي الرياضي)... البارعون في اللغات المختلفة والخطابة (الذكاء اللغوي)... الناس الذين يجذبون الكثير من الاصدقاء لديهم (ذكاء اجتماعي).... اللاعبون والرياضيون يتمتعون بالـ (الذكاء الرياضي)... وأيضاً الاشخاص البصريين الذين يلاحظون ما حولهم.. وايضا يستدلون للطرق اسرع من غيرهم ويسمى بالـ (الذكاء التصويري)... نرجع لقصة رزان وأحمد... رزان تعلم أن أحمد بارع أكاديميا... وشخص ناجح في عمله... لكنه ضعيف جدا في أمور الذكاء العاطفي... فأحمد لا ينتبه لنفسه... لو كانت رزان ليست ملمة بهذه الأمور لاتهمت احمد انه انسان أناني... رجع أحمد ذات يوم من عمله... كعادته... جلس يقلب بين القنوات (ككل الرجال) نظريات كثيرة أثبتت ان معظم الرجال عندما يأتون من العمل يقلبون بين القنوات.. هذه فترة راحتهم... لا تقاطعيه ولا تكلميه... فالرجل يسترخي في هذا الوقت.. ويتضايق من اي مقاطعة.. بعد ساعة... أتت رزان بأكواب الشاي... الآن... أحمد ترك الريموت كونترول... بعد ان استرخى يريد ان يتكلم... جلست رزان تتصفح مجلتها.. واحمد يريد ان يتحدث... ان تنصت له كعادتها... ترد عليه رزان وهي تقلب الصفحات: "نعم يا أحمد اني أسمعك".. يرد عليها أحمد: "لا ان لا تسمعينني... ولا تحسين بي... انك تتصفحين المجلة"... ترد عليه رزان: "لا يا حبيبي... أنا معك".. أحمد: "انت مشغوله بالمجلة ولا تحسين بي"... رزان: "حبيبي.. أنت ايضا أحيانا تكون مشغولا بالريموت كونترول عندما أكلمك ولا تحس بي".. هنا أحمد استوعب الدرس... فالانسان الغير ذكي عاطفياً. لا يفهم ان قلت له افعل ذلك أو لا تفعل ذلك... دون ان تجعليه في نفس الموقف... لان ليس لديه المقدرة على الاحساس بالناس.. دون ان يحس بالألم وهو في الموقف... فهو ضعيف في هذه النقطة.. ولا يقصد... لكنه بكثرة المواقف سيتعلم.. بعد يومان.. جلست رزان بالقرب من أحمد.. حينما جاء من العمل... وبعد انقضاء الساعة التي يقلب فيها القنوات دون ازعاج من رزان... جاءت رزان لتحكي لأحمد موقف حصل لها في المدرسة مع احدى الطالبات.. وهو يرد عليها... ينظر في عينيها وكله آذان صاغية ويحس بها... غالياتي... في هذه القصة ركزت على الذكاء العاطفي... أكثر.. لاني كنت مهمته ان اوصل لكن نظرية الذكاءات المتعددة وماهية الذكاء العاطفي كقاعدة لمعلوماتكن... وأضفت القليل من موازنه الطاقة في الحياة الزوجية.. عندما انسحبت رزان مع مجلتها... واندفع لها أحمد.. وعوضها عن ذلك أكثر بعد يومان بانصاته... واهتمامه... هنا تكون الموازنة في الطاقة... الانسحاب قليلاً...