درر الكلام

This article from http://www.3alymni.info/2010/09/blog-post_16.html#ixzz1XToMpNpK

الجمعة

إحذري سيدتي من ترديد العبارات التالية على مسامع طفلك..

1) "سأخبر والدك عندما يعود" ...

غالبا مايزعج الصغير أمه ويسبب لها الضيق عندما يمتنع عن سماع كلامها أو الإنصياع لأوامرها، مايجعلها تلجأ إلى تهديده بوالده عندما يعود من الخارج، الا أنها تتناسى هذا العقاب رأفة بطفلها أو قد تنفذه في مرات قليلة للغاية ، لتعود في اليوم التالي وتكرر العبارة عينها في حال إستمراره في سلوكه العدواني، مايجعلها تفقد فاعليتها في السيطرة على طفلها ، وبالتالي تقل قدرتها على التوجيه والتربية.

ويعزو علماء النفس السبب في ذلك إلى أن بعض الأمهات يعتقدون أن الآباء يسيطرون على الأبناء بطريقة أفضل ، الا أن هذه العبارة تظهر إتكالية الأم على الأب في أمر يخصها ، فتتخلى عن حصتها من مسؤولية التربية ، كما توحي بضعف شخصية الأم وعدم قدرتها على التوجيه السليم فيرسخ هذا المعنى في نفس الطفل وعقله اللاوعي.

لذا، ينصح الخبراء في علم نفس الطفولة أن تتحمل الأم مسؤولية الأطفال وحدها في غياب الأب وتعمل على غرس المباديء والقيم والأخلاق في نفوسهم، مع التدرج في إنزال العقاب ، وأن يكون هذا الأخير مناسبا لحجم الذنب وليس لمقدار عضبها وإنزعاجها منه.

ويحذرون من أن تترك العقاب إلى أن يأتي الوالدفيه تأخير للجزاء وفاصل زمني طويل عن وقوع الذنب، ما يضعف أثره في نفسية الطفل للإقلاع عن الخطأ، علما أنه لكي يكون الجزاء مثمرا يفضل أن يكون عاجلا ومباشرا.

2) "لم أعد أحبك" ...

تقع غالبية الأمهات في خطأ جسيم يفقد الطفل توازنه النفسي عند تكرار العبارات التالية " لم أعد أحبك" و "لا أريد التحدث معك" و "أحب أخاك أكثر منك"!

ومعلوم أن الطفل خلال هذه المرحلة المبكرة من عمره يحتاج إلى كل مظاهر الحب والإهتمام من والديه والتأكيد الدائم على تلك المحبة بالقول والفعل.

إذ يجدر بالأم القيام بملامسة طفلها بكثرة وضمه وتقبيلهلضمان طاعته، مايبعث في نفسيته الشعور بالحنان والأمان النفسي .

ويحذر الخبراء من تكرار عبارة "لم أعد أحبك"فتتحول الطاعة إلى تمرد ، ويلجأ الطفل إلى الإنطوائية التي قد تصل إلى الإصابة بالإكتئابفي بعض الأحيان.

وتجدر الإشارة إلى أن تكرار هذه العبارة يجعل الطفل غير مصدق حب والديه تجاهه ، مما يؤدي إلى إساءته التصرف وعدم الإنضباط.

3) "فلان أفضل منك" ...

تكرر الأم هذه العبارة المحبطة لعزيمة الطفل ظنا منها أنها تحثه على فعل الصواب ، ويزداد الأمر سوءا عند مقارنة الطفل بأخوانه ، مايزيد مشاعر النفور والحقد بينهم.

ويحذر الخبراء من عقد المفاضلات بين الأقران والأخوان، فتنمو في داخلهم مشاعر الكراهية والإحساس بالسخط، علما أن شعور الطفل بأن شخصا أفضل منه قد يأتي بنتائج عكسية كإضعاف إرادته وإصابته باليأس والإحباط ، بالإضافة إلى إحتمال أصابته بأكثر العقد النفسية إنتشارا وهي "عقدة النقص" التي تدفع الطفل مستقبلا إلى التقليد الأعمى ومتابعة الآخرين في سلوكياتهم.

4) "مازلت صغيرا" ...

غالبا ماتنظر الأم إلى طفلها أنه مازال صغيرا، مستخدمة عبارات تعرقل تنمية إمكاناته كعبارة "توقف عن عمل هذا ، فأنت ماتزال صغيرا" الناتجة من خشيتها عليه من قسوة الحياة وحرصها على عدم إيذاء نفسه ، مايؤدي إلى الإفراط في تدليل الطفل وتعويده على الكسل والإتكالية.

ويؤكد خبراء التربية إلى ضرورة تشجيع الطفل على الإستقلالية من خلال إتاحة الفرص التي يتعلم منها تنمية مهاراته وإنجاز واجباته بنفسه مهما واجهته المصاعب أو وقع في الأخطاء .

فالطفل في تلك الفترة المبكرة يتعلم من أخطائه ، كما أن شعور الأم المستمر بأن طفلها مايزال صغيرا، يجعلها تتغاضى عن أخطائه وتصرفاته غير المهذبة وتحجم عن تعليمه الآداب الإجتماعية المفروضة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق