درر الكلام

This article from http://www.3alymni.info/2010/09/blog-post_16.html#ixzz1XToMpNpK

الثلاثاء

البحث عن السعادة...

يبدو أن السعادة تشكل هلامي غير محدد ، حيث أنها تأخذ شكلا معيناً عند كل إنسان . فبينما تنحصر السعادة عند النغترب واللاجيء بعودته إلى مولطنه، فإنها لاتتجاوز لباساُ للعيد عند الأسرة الفقيرة ، وتقفز عند الغني إلى مرحلة اكتمال مجمعه التجاري وبدء عملية التأجير. تنحدر عند طالب كسول بحصوله على درجة النجاح فقط ، وعند البعض بالسفر والسياحة. وماذا يحدث بعد أن يحقق كل هؤلاء ما أرادوه ..؟

الذي يحدث تحديداً ، أن المغترب بعد أن يعود يفكر بسعادة أخرى ، ولباس العيد يدخل الخزانة ويبحث صاحبه عن قضية أخرى تشغله، ويبحث الغني عن مجمع سكني يكون بقرب المجمع التجاري ، ولن يجد سعيداً حين ذلك قبل أن يتم مشروعه، والذي يبحث عن السعادة بالسفر و السياحة سيزور دولاً كثيرة، ويركب السفن البحرية في جولات حول الجزر في المحيط، ويعود للتسوق والبحث عن السعادة .

السعادة إذن حالة مختلفة عند كل فرد منا، وأجمل ما فيها أنها عملية متحركة ، تتمدد وتنكمش وتكبر وتصغرحسب وضع الشخص وطموحاته. وماندركه من أمور كنا نعتقد أنها هي السعادة ماهي إلا أفراح ، فيمكننا أن نقول السعادة هي مجموعة من الأفراح المتراكمة في وقت معين لتشكل السعادة ، كأن يعود المغترب وينجح في الدراسة ويشتري ملابس العيد ويبني مجمعه التجاري ويسافر في رحلة سياحية بيخت كبير يلف به الجزر في المحيط.

هكذا هو الخلط الذي نقع فيه ، بين السعادة والفرح.

فما نعيشه أحيانا هو حالة حزن أو فرح ، بينما السعادة هي مجموعة أفراح ، تصنع لنا رجل سعيداً أو إمرأه سعيدة .

فلنستمر إذن في رحلة البحث عن السعادة ، بفوز فريق نشجعه مثلا. فإذا خسر نغير تشجيعنا لفريق آخر منتصر ، ولانتوقف للحزن حيال خسارة فريق ، خاصة إذا لم يكن الفريق الوطني. ولنذهب في سياحتنا إلى بلد آخر ، ونلتقي آخرين إذا لم نجد الفرح في بلد ما.

هكذا نلملم الأفراح لنصل إلى السعادة ، وبعد أن ندركها سنقوم بالبحث عن سعادة أخرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق